ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد” صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم ٥٤٤.
وأحد صفتَي جلسة العبد هي التورك على الركبتين أي أن يجلس جاثياً على ركبتيه كجلسة الصلاة، قال الملا قاري: كهيئة الصلاة وهو أفضل الهيئات [مرقاة ٣٧٢٥/٩]. وعن عبد الله بن بسر قال: أهدِيَت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة، فجثا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتيه يأكل“. صححه الألباني في الإرواء ٢٧/٧.
وهي جلسة خضوع وتذلل وانكسار، لا علو فيها ولا كبرياء، قال ابن القيم: وكان جلوس الصلاة أخشعَ ما يكون من الجلوس وأعظمه خضوعاً وتذللاً [بدائع ٦٨٦/٢].
وهذه الجلسة اختارها الله تعالى لتكون في ثلاثة مواضع في الصلاة، أحدها الجلوس بين السجدتين، وهو ركن من أركان الصلاة، ويقال فيه: رب اغفر لي.
والمقصود أنه ينبغي الاعتناء بهذا الركن، واستشعار التذلل والعبودية في هذه الجلسة، وتكرار الدعاء بالمغفرة مصحوباً بانكسار القلب وهمّ الدعاء والطلب، فإن ذلك من دواعي رضا الله ومغفرته للذنوب، وهو من مقاصد الخشوع.
ومن عوّد نفسه على ذلك وجد ما لا يوصف من لذة المناجاة وحلاوة الاتصال، فضلاً عن المنح الربانية والعطايا الرحمانية.