الزم: لا أدري

مما يُغبط عليه الشاب في المحاضن التربوية والعلمية أن يتدارس مع معلميه وزملائه كتاب “حلية طالب العلم” وكتاب “التعالم” للعلامة المحرر بكر أبو زيد رحمه الله.

هذا الكتاب الصغير في حجمه والغزير في مضمونه يبني منهجية أدبية وسلوكية للشباب الذين سلكوا طريق الاستقامة، وشرعوا في تعلم أمور دينهم: كيف يتعلمون؟ ومتى يتصدرون؟ وأي شيء يتجنبون؟ وكيف يكون التعلم لهم “أسلوب حياة” كما يقال.

وكثير ممن تعلموا هذه المنهجية الأدبية لطالب العلم ترى عليهم سيماء الورع والأدب: الورع عن تقحُّم المسائل العويصة والمشتبهة، والأدب في التعامل مع العلماء والأشياخ وإخوة العلم.

ولذلك تلاحظ الفرق بين نمطين:
نمط يتحرج من الظهور في الشاشة، ويفضل البعد عن الأضواء، فهو يعمل ويقدم ويعلم بعيداً عن الشهرة، وإذا كتب شيئاً فإنه يعرضه على من يثق به ويراجعه مراراً حتى يستنفد جهده ويزكيه إخوته.
ونمط يبادر إلى الشاشة وهو لا يزال شاباً حدثاً، ويشتغل بالردود ولم يتضلع بعد، وينسى تعليم ما يحتاجه الناس لأنه منهمك في تتبع السقطات والزلات، فأي بركة في هذا! اللهم اعصمنا.

احذر يا فتى العلم والإصلاح من هذه المزالق، واسأل ربك أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح وأن يجعلك للمتقين إماماً. والزم “لا أدري” و “لا أعلم” فهما مفتاح الخير والفائدة.

ويا ليت ألا تغيب عن جِواء المحاضن التربوية والمؤسسات العلمية تلك الكتب التي تبني المنهجيات الأدبية والمسلكية، لتصنع الاتزان وتضبط الاتجاه.