ندعو ولا يستجاب لنا !

هذا سؤال مهم، وهو سؤال اعتنت به الشريعة الرحيمة، والعجيب أننا كثيراً ما نعتني بأسباب الإجابة ونتحرى أوقاتها وكيفياتها، لكننا قليلاً ما نعتني بموانع إجابة الدعاء، ومن فقه الدعاء أن نعلم ماهي الحجب التي تمنعنا من الإجابة.
ونظرت فوجدت أهم الحجب المانعة من قبول الدعاء في أوساطنا اثنين:

الأول: شوائب المال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم} [المؤمنون: 51]، وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} [البقرة: 172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!) أخرجه مسلم.
وإنما قلت “شوائب المال” ولم أقل “أكل الحرام” لأننا لا نتعمد أكل المال الحرام، لكن قد يقع منا التساهل في نقائه من شوائب المال، ففي بعض أجزاء القروض البنكية والبطاقات الائتمانية والشراء عبر بعض القنوات المالية والأسهم وغير ذلك، وكنقص العمل مع استيفاء الأجرة والتأولات وغيرها.. ففي كل ذلك شوائب قد تحجب عنا القبول الإلهي، نسأل الله المغفرة والعصمة.

الثاني: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجاب لكم) أخرجه أحمد والترمذي.
فتأمل كيف ضعف دورنا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والأحاديث صريحة بعقوبة “عدم إجابة الدعاء” مع الاجتهاد فيه، وهي عقوبة فردية وعقوبة عامة، ونسأل الله أن يرزقنا التوبة والإنابة والتقوى.
وهناك موانع أخرى تتطلب فقهاً وفهماً وعملاً، ومن يرد الله به خيراً يفقه في الدين.
والله أعلم.