مراقبة “الإخلاص” لم تمنع الصالحين من العمل والإبداع والمبادرة، لكنها أضافت إليهم خشيةً من عدم القبول وخوفاً من سوء المنقلب والكب على الوجه في النار والحور بعد الكور وسوء الختام “أول من تسعّر بهم النار”.
فتولدت في قلوبهم عبودية الخوف من الله، وأورثتهم كثرة البكاء من خشية الله، وغرست فيهم التواضع القلبي ومقت النفس ومشاهدة منة الله تعالى “إلا أن يتغمدني الله برحمته” وعدم احتقار المسلمين أو تعييرهم بالذنوب..
وأشغلتهم بأنفسهم وأعمالهم يزنونها بميزان الله، ويحاسبون أنفسهم في كل موقف، ويذكرون الله ويكثرون من الاستغفار، ويراقبون القلب..
فيزدادون إيماناً وأجراً وعلواً عند الله تعالى.
هكذا يصنع الإخلاص الذي هو لبّ التوحيد وجوهره، وتذكرة الاجتياز لبوابة القبول في الملكوت الأعلى.
اللهم بفضلك وجودك ورحمتك أخلصنا لك ووفقنا لإخلاص العمل وصدق اليقين، واغفر لنا يا ودود شوائب العمل والتفات القلب.